كان أول صاروخ أطلق على الكيان الصهيوني في يوم الجمعة 26/10/2001 وهو صاروخ "قسام 1" على مستوطنة "سديروت" وهل تعرف ما سببه هذا الصاروخ منذ ذلك الحين إلى اليوم؟
ما لم يعلمه الكثير أو ربما عمًوا أبصارهم عنه، واغلقوا قلوبهم عنه فهمه أن هذا الصاروخ دشن مرحلة جديدة في الصراع مع العدو، وسبب مصدر قلق لدى "إسرائيل" تزايد وكبر مع الوقت ودفعها لتشن 3 حروب من أجل القضاء عليها.
وصفت مجلة التايم الأميركية في 11/2/2002 انتقال المقاومة إلى استخدام الصاروخ كسلاح بأنه: "الصاروخ البدائي الذي قد يُغيّر الشرق الأوسط"، أما شبكة "سي أن أن" فرأت في 5/3/2002 أنه "الورقة الشرسة في الشرق الأوسط"
هذه التصريحات كانت في بداية تصنيع الصواريخ حيث كانت الصواريخ ما تزال "بدائية"، ولكن تطور المقاومة بسرعة ما زاد القلق فقد تطور صاروخ "قسام1" إلى صاروخ "قسام2" في غضون أقل من سنة، واستخدم لأول مرة في 5/3/2002 ولقد استطاع هذا الصاروخ من تحقيق إصابات في العدو وإلحاق الخسائر به، وعندها قامت فصائل المقاومة بسلك هذا الطريق وحذو ذات الفعل.
ولم يقف الأمر إلى هذا الحد، فقد عملت حماس وكتائبها "كتائب القسام" على تطوير هذه الصواريخ وشيئاً فشيئاً زاد مدى تلك الصواريخ، وأخذت دائرة وقوعها تكبر وتتسع في الأراضي المحتلة سنة 1948م، وعملت إلى جانب هذا إلى تدعيم هذه المنظومة بتهريب صواريخ الـ "غراد" الروسية، والـ "فجر" الإيرانية.
ولكن كيف لنا أن ننسى الحصار المطبق الذي شن على غزة منذ عام 2007 بتعاون دولي وعربي، فأغلقت "إسرائيل" المعابر التي تصل كيانها بغزة، وأغلقت مصر كذلك معبرها الوحيد وتركت الناس في غزة يموتون موتاً بطئاً، وقصفت شركة الكهرباء الوحيدة، وفرض منع لدخول الاسمنت والبضائع، ولكن رغم ذلك لم يوقف تطور ذلك الصاروخ، فاستطاعت أن تفجر مفاجأة مدوية عندما قامت بقصف مدينة "تل أبيب" المحتلة بصاروخ M75 محلي الصنع مئة بالمئة في تطور نوعي وملحوظ للقدرة الصاروخية، ثم تطور مدى الصاروخ إلى 80 كم حتى وصل أخيراً بحسب ما تم الكشف عنه إلى مدى 160 كيلو متر في عمق الكيان، وكل هذا تصنيع محلي وجهد ذاتي من كتائب القسام، في حين أن الدول العربية التي تملك جميع مقومات السيادة والمال لا تستطيع صنع إبرة بل يقوموا باستيرادها من هناك من الصين.
منظومة القبة الحديدية
إذا كانت صواريخ "حماس" عبثية ولا تستطيع أن تحدث فرقاً أو تصنع شيئاً، لماذا قد يبحث الكيان الصهيوني عن حل يوقف تلك الصواريخ لماذا تقوم بإيجاد حلول تكنولوجية تكلف الملايين من الدولارات، هل تعلم أن صاروخ القبة الحديدية الواحد يكلف الكيان مبلغ قدره 50 ألف دولار في حين تكلف البطارية الواحدة 50 مليون دولار، ويحتاج على الأقل إلى 15 وحدة، لاعتراض صاروخ المقاومة الذي لا يكلف سوى بضع مئات من الدولارات، ولا تزيد في حالة صواريخ غراد عن بضعة آلاف من الدولارات.
إذن لماذا تحمل "إسرائيل" نفسها عبئاً اقتصادياً ضخما مثل هذا، لماذا تقوم بصنع أكبر منظومة حماية صاروخية من نوعها في العالم؛ بحيث تغطي كافة الأجواء "الإسرائيلية" من أي هجوم بالصواريخ والقاذفات، وسيتم صرف ما بين مليارين و2.3 مليار دولار لتمويلها.
ولكن رغم هذا ظهر أن أداء القبة الحديدية خلال سنة 2011 لم يكن مشجعاً، وقد اعترفت المصادر الإسرائيلية بصعوبة التعامل مع قذائف الهاون والصواريخ الفلسطينية المحلية الصنع، فحسب اعتراف العدو فقد صدت هذه القبة ما نسبته 10% فقط من مجموع الصواريخ التي اطلقت على الكيان؛ لأن منظومة القبة الحديدة تفشل في حين إطلاق سبع صواريخ دفعة واحدة، والمقاومة تقوم بإطلاق وابل من الصواريخ.
هذا وقد أبدت مصادر إسرائيلية دهشتها من فشل نظام القبة الحديدية في اعتراض الصواريخ التي تطلقها فصائل المقاومة الفلسطينية من قطاع غزةوالجدير بالذكر أن حماس استطاعت التغلب على القبة الحديدة مرتين، فبالإضافة إلى ما سبق ذكره فقد استطاعت أن تزود صاروخ"J80" بمناورة تجعلها يسير بتقنية تمكنه من الهروب وتجاوز القبة الحديدة وهي مفاجأة أعلنت القسام عنها خلال العدوان المستمر 2014 وحسب اعتراف العدو.
حروب ثلاث
خاض الكيان الصهيوني ثلاث حروب مستعرة وعدوانية على قطاع غزة، وفي كل مرة يضع على أولوية وقمة أهدافه القضاء على صواريخ حماس والتخلص منها إلى الأبد، لماذا؟ هل لأنها "عبثية" أم لأنها تحرجه وتضعه في الزاوية، وتلحق به الضرر وتوقع فيه الضحايا، ولأنها مصدر قلق يؤرقه دوماً.
ولكنه فشل في حروبه كلها وخضع في النهاية لشروط المقاومة، وصمدت غزة، ورفضت التنازل أو الخنوع، وصمدت المقاومة وظلت، وحافظت على سلاحها وصواريخها التي راهنت "اسرائيل على انتهائها.
الموعد هو الساعة التاسعة
قامت كتائب القسام في خلال هذا العدوان المستمر 2014 بعمل مفاجأة مدوية هزت الكيان، فقد أعلنت كتائب القسام أنها ستقوم بقصف مدينة "تل أبيب" المحتلة في تمام الساعة التاسعة ودعت جميع وسائل الاعلام لتوجيه كاميراتهم لتصوير هذا القصف وتحدت "إسرائيل" بإيقاف هذا القصف، ولكن في تمام الساعة التاسعة فرغت شوارع "تل أبيب" من سكانها، وشلت الحركة فيها، وأغلقت المتاجر والأماكن الترفيهية، وفتحت الملاجئ، ووقف العالم أجمع ينتظر تنفيذ كتائب القسام لوعدها، وشل الكيان ولم يستطع عمل شيء، واعترف محللوه بأن هذه هي أكبر إهانة للكيان منذ تأسيسه، هل تعلم لماذا؟ وكيف تم هذا؟ إنها صواريخ القسام المحلية الصنع التي دبت الرعب والخوف في قلوبهم وهناك من يزال يتهمها بـ"العبثية".
مستوطنو غلاف غزة
دعا الاحتلال الصهيوني ساكني مستوطنات غلاف غزة خلال العدوان وفترة الهدنة الثلاثة الأيام دعاهم للعودة إلى منازلهم، ولكنهم لم يستجيبوا لتلك الدعوات ولم يعودوا، في نصر جديد لحماس كما اعترف العدو الصهيوني، هل تعلم لماذا لم يعودوا؟ لقد قالوا إنهم يخافون من صواريخ حماس، ولم يعودوا يشعروا بالأمن والأمان هناك. هل تزال تظن أن صواريخ حماس "عبثية"
نزع وتفكيك سلاح المقاومة
هل تعلم في المفاوضات الجارية حالياً لوقف إطلاق النار وإنهاء هذا العدوان المستمر منذ 7 يوليو 2014 أصر الكيان الصهيوني على وضع شرط هو نزع وتفكيك سلاح المقاومة، وقد وافقها في هذا الشرط العديد من الدول منها مصر –مع الأسف- إذا كان سلاح المقاومة والصواريخ عبثية ولا تضر ولا تلحق الضرر بالكيان فلماذا يضع شرطاً كهذا، انا أقول لك لأن تلك الصواريخ أذاقته الرعب والخوف، والحقت به العار والدمار، هل تعلم أن "نتنياهو" رئيس وزراء الكيان الغاصب قطع أحد مؤتمراته الصحفية وذهب راكضاً نحو الملاجئ عندما سمع صفارات الإنذار، أبعد كل هذا ما زلت تقول أنها عبثية!
50,000,000,000$ دولار امريكي
إذا كنت لم تقتنع بعد فإليك هذا الخبر أيضاً، هل تعلم أنه عُرض على المقاومة وعلى حماس وكتائب القسام مبلغ 50 مليار دولار تأخذها وتتخلى عن سلاحها وتسلمه كله، أرأيت يريدون إعطاء حماس 50 مليار دولار لتتخلى عن صواريخها، 50 مليار دولار لترك تلك الصواريخ وترك تصنيعها، لماذا بربك يعرض مبلغ ضخم مثل هذا لنزع تلك الصواريخ؟!! لأنها "عبثية" مثلاً، أم لأن لها أثراً فعالاً، وأنها مصدر قلق، وأنها هي الورقة الرابحة والشرسة التي أجبرت العدو على التوقيع على شروط المقاومة في عدوان 2011، فاستعدنا الأراضي العازلة التي لم يكن أحداً يجرؤ على الوصول إليها، وزدنا مساحة الصيد فأصبح الصياد يعبر في البحر 12 ميلاً بدلاً من 6 أميال فقط.
إن سلاح الصواريخ هو سلاح فعال يقض مضجع الصهاينة ويقوموا بحسب آلاف الحسابات له، هو ذات السلاح الذي حرر غزة في 2005 وأجبر الاحتلال الصهيوني على الخروج من أراضي قطاع غزة بأكملها. ويهدد حياة نحو 60% من المستوطنين الصهاينة، أي نحو 3.5 ملايين إسرائيلي افيقوا واستخدموا عقولكم ودعوكم من الجهل والتعصب.
تسعدنا مشاركتك معنا على صفحة المدونة على الفيس بوك
~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~
هذه التدوينة استهلكت كثيرامن الجهد و العمل لافادتك..فلا تبخل عليها بدقيقة لتضغط على ايقونة “غرّد” و “اعجاب” ليستفيد غيرك
0 التعليقات:
Post a Comment