يواجه الفلسطينيون منذ قرابة الشهر عدوانا إسرائيليا متواصلا على قطاع غزة، أدى لارتقاء 1865 شهيداً و9563 جريحاً حتى اللحظة، في ظل مساندة عربية خجولة، في حين بدا الشارع الغربي أكثر تضامنا مع غزة وتفاعلا مع ما يحدث فيها من مجازر.
ويبدو أن الأزمات الداخلية التي تمر بها عدد من البلدان العربية ألقت بظلالها على تحرك الشارع العربي، فـسوريا والعراق مثلا يشهدان حربا على أكثر من جبهة، في حين أن المعركة السياسية في مصر مع جماعة الإخوان المسلمين يمتد صداها حتى دول الخليج العربي وقطر وتركيا.
ورغم تأثير الأزمة السورية على الأوضاع في جارتها لبنان، إلا أن الإعلام اللبناني توحد في شاشة واحدة، في سابقة لم يعرفها هذا البلد المنقسم عمودياً على معظم القضايا، في "فلسطين لست وحدك" كان عنوان نشرة أخبار بثت على شاشات التلفزة اللبنانية لثلاثين دقيقة تضامناً مع قطاع غزة ورفضاً للعدوان الإسرائيلي.
أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت د.جورج جقمان عزا أسباب ضعف التضامن العربي مع قطاع غزة للأوضاع الداخلية الصعبة والحروب الأهلية التي تشهدها بعد الدول العربية مثل "ليبيا وسوريا والعراق واليمن".
وأوضح جقمان أن بعض الدول العربية كدول الخليج تمنع المظاهرات كالسعودية وقطر. في حين حصلت مظاهرات تضامن في مصر مع غزة رغم أن النظام معاد لحركة حماس ولا يميز بين حماس وبقية الفلسطينيين بغزة، ورغم خوض النظام الحاكم في مصر ما يشبه الحرب ضد حماس.
وأضاف بأن المظاهرات في دول عديدة كمصر مثلاً موجودة بشكل مستمر ولكن لا يسلط الضوء عليها، ورُفع فيها علم فلسطين وإشارة رابعة العدوية، أدت لجموح الكثيرين من غير الإخوان المسلمين عن تلك المظاهرات المتضامنة مع قطاع غزة.
وحذر جقمان من الخطر ما بعد العدوان على غزة، موضحاً أن الخطر من مسار سياسي قادم لأن عدة من الدول وخاصة دول الخليج يعرفون أن التحالف مع إسرائيل بشكل علني ضد إيران يلزمها بحل ما للقضية الفلسطينية، منوهاً إلى الخشية من العمل على تسوية ما والضغط على الجانب الفلسطيني للتسوية بشروط قد تكون مجحفة.
ولم تقتصر المواقف الدولية المستنكرة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، على الأرجنتين والبرازيل والأوروغواي وبوليفيا وتشيلي وبنما وغيرهم من دول أمريكا اللاتينية، التي تبعُد عن فلسطين آلاف الأميال، وتختلف عن أهلها لِسانًا ودِينًا وشكلًا، وعادةً وتقاليد وأحوالًا، بل سارعت دولة جنوب أفريقيا والهند إلى استدعاء سفرائهم لدى إسرائيل للتفاهم.
وفي أوروبا فقد سارع وزير خارجية بلغاريا إلى توجيه النقد إلى الحكومة الإسرائيلية، داعيًا إِيَّاها إلى وقف كافة عملياتها العسكرية، وذكرها بأن العدوان على قطاع غزة لن يجلب لها الأمان، ولن يحل مشكلتها مع الفلسطينيين، وأن ما ترتكبه بحق الفلسطينيين يرقى إلى مستوى الجريمة الإنسانية.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، خرج أكثر من ستين ألف متضامن مع فلسطين، إلى وسط العاصمة الأمريكية واشنطن، وأغلقو شوارعها وفرضوا حصارا على البيت الأبيض من معظم الطرق المؤدية إليه ما أدى لأزمة مرور خانقة دامت طوال اليوم، وذلك ضمن مظاهرة كبرى حٌشد لها من معظم الولايات الأميركية وانطلقت من أمام البيت الأبيض وسارت في شوارع العاصمة الرئيسية قبل أن تعود للاعتصام أمام الجناح الذي تقع فيه غرفة نوم الرئيس الأميركي باراك أوباما.
البروفسور والمحلل السياسي عبد الستار قاسم أوضح أن هناك حرية للرأي والتعبير في الدول الغربية في حين لا يتوفر ذلك في الدول العربية أدى لتراجع التضامن مع قطاع غزة، كما أن المتظاهرين في الدول العربية يخشون من محاسبتهم من قبل الأنظمة في المستقبل، مشيراً إلى أن ذلك ينطبق على الوضع الفلسطيني أيضاً.
وشدد قاسم على أن الأنظمة العربية متحالفة مع إسرائيل، وأن المتظاهرين فيها يشعرون إذا خرجوا ضد العدوان الإسرائيلي على غزة بأنهم يتظاهرون ضد أنظمتهم.
وفيما يتعلق بتأثير ما يسمى "الربيع العربي" على التضامن مع الشعب الفلسطيني، أوضح قاسم أن التحرك الشعبي العربي لم يتغير بفعل الثورات العربية، لأنه عام 2008 خلال العدوان على غزة لم يكن هناك تحرك عربي وكذلك الحال بعد الربيع العربي عام 2014.
تسعدنا مشاركتك معنا على صفحة المدونة على الفيس بوك
~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~♥~•~
هذه التدوينة استهلكت كثيرامن الجهد و العمل لافادتك..فلا تبخل عليها بدقيقة لتضغط على ايقونة “غرّد” و “اعجاب” ليستفيد غيرك
0 التعليقات:
Post a Comment