تمــر الأيام وتمر الشهور ولسان حال المسلمين في هناك في نيجيريا يقول :
”أغيثونا نموت وتحترق أجسامنا هل تسمعون .. أو تشعرون؟” الجميع يسمع لكن ليس الجميع يشعر، هؤلاء مسلمي نيجيريا، الذين يذوقون طعم الموت أحياء وأموات، كم من إغاثة أطلقوها لمسلمي العالم انتهت بإدنات متأخرة أو بيانات صحفية مستنكرة “لا تشفي ولا تثمن من جوع”.
الأغلبية مسلمين ولكن؟
إن كانوا أقلية فكان الحل أن يهاجروا، ولكنهم أغلبية، فكيف يهاجر 85 مليون نسمة من المسلمين في نيجيريا، من أجمالي 154 مليون هم عدد السكان، للأسف هذه الأغلبية مستضعفة مضطهدة رغم أن الرئيس «موسى ياروادوا» مسلم، لكنه عاجز لا يملك من أمر نفسه أو بلده شيئاً.
مجازر ومهالك
عثا هؤلاء التنصيريون الفساد في نيجيريا، وحملات الإبادة لمسلميها، بدأت في 2003، وأبرزها ما حدث في مدينة “جوس”، حيث المجازر المتفرقة منذ نهاية يناير امتدت حتى نهاية فبراير 2010م، راح ضحيتها نحو 500 أغلبهم من المسلمين، فضلاً عن إصابة نحو 1000 بجروح متفرقة، وتهجير نحو 17 ألف مسلم من منازلهم، وسط تراخٍ غير مسبوق من سلطات الأمن، وأقيمت مقابر جماعية لدفنهم.
وفي مقابر مدينة «ناريكوتا» أقيمت مقبرة جماعية بعرض 120 متراً دفنت فيها تباعاً جثث 98 قتيلاً، وأشارت تقارير صحفية إلى أنه تم انتشال 178 جثة على الأقل من آبار وحفر في مدينة “جوس” بعد الاعتداءات، وقد أحرقت عشرات السيارات والمنازل والمساجد خلال أربعة أيام من الاعتداءات، كما استمر حظر التجول على المسلمين سارياً لعدة أيام.
منظمات تنصيرية
توجد منظمات تنصيرية تعمل بشكل مكثف في نيجيريا من أجل تنصير آلاف المسلمين هناك، وهذه المنظمات تتلقى دعماً مادياً من كنائس العالم، بالإضافة إلى الدعم السياسي الغربي، ويوجد في نيجيريا حوالي مائة من المؤسسات التنصيرية الخارجية تقدم الدعم المالي للأنشطة التنصيرية والتغريبية، وهي تعمل في حرية تامة، في حين يتم التصدي للأنشطة المماثلة من قبل المسلمين.
ومنذ إلغاء تطبيق الشريعة الإسلامية واللغة العربية على أيدي المستعمرين البريطانيين والتنصيريين، صارت جميع المدارس العربية في نيجيريا غير معترف بشهاداتها أو تعليمها من المراحل الابتدائية إلى الجامعية، فمن حمل شهادات هذه المدارس سواء من داخل نيجيريا أو من خارجها لا يعترف به ولا يجد الوظيفة الحكومية.
المسلمون ليس لهم صوت؛ لأن جميع مراكز الإعلام بأيدي المسيحيين، ولا يوجد في نيجيريا مطبعة واحدة للمسلمين، ولا يوجد مركز إعلامي، ولا جريدة أو مجلة تنطق باسمهم، بينما يوجد المئات للمسيحيين، ويستخدمون هذه الإمكانات لنشر النصرانية وتشويه صورة الإسلام والمسلمين.
الدول العربية غير موجودة
لقي المسلمين المضطهدين خاصة في الجنوب أشكالا مختلفة من التجاهل من قبل الدول العربية والإسلامية ومؤسساتها، مما زاد من معاناتهم وضعف الجهود الدعوية في البلاد، وهو ما ساهم في وقوع الجرائم بحق المسلمين هناك، تحت سمع وبصر منظمات حقوق الإنسان الدولية ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وكذلك الإعلام الغربي لا تجد له في هذه الجرائم سبقاً ولا تعليقاً عليها، بل إنها بالنسبة له مجرد أخبار عابرة، وليس الإعلام الإسلامي والعربي بأفضل حالاً منه.
نيجيري في الأزهر يستغيث
وتحدث أحد الطلاب النيجيريين بجامعة الأزهر، عن معاناة مسلمي نيجيريا وتعرضهم لمذابح مستمرة منذ عام 2003.
وأردف الطالب قائلا: في نيجيريا بدأت الحرب الخفية على المسلمين منذ تولى الرئيس “أوباسانجو” المسيحي المتعصب الذي يدعم بني دينه في هذه البلاد ويقوي شوكتهم اقتصاديا وتعليميا وإعلاميا وعسكريا وسياسيا.
واستطرد ” تبلغ نسبة المسلمين في جنوب نيجيريا أكثر من 40% من تعداد السكان والباقون مسيحيون ووثنيون، وعلى الرغم من ذلك نرى تركيز نشاط المنصرين فيها ولاسيما في الآونة الأخيرة، كما يلاحظ سيطرتهم على جميع الشركات والمؤسسات المالية الحكومية في جنوب نيجيريا”.
وأكد الطالب النيجيري أن الشركات الغربية يصعب على أي مسلمٍ أن يحصل على وظيفة فيها باسمه الإسلامي إلاَّ إذا تنصر، وكذلك يسيطرون على جميع المصارف الحكومية وغير الحكومية.
وعن الموقف العربي، قال إن مسلمي جنوب نيجيريا يعانون من ضعف مساعدات الدول العربية والإسلامية ولا يوجد في الجنوب مؤسسات خيرية إسلامية، كما أن انتشار الفقر الشديد بين مسلمي الجنوب وقلة الوعي الديني في أوساط المسلمين وضعف الثقافة وانتشار الجهل نتيجة الغزو الفكري من قِبل المستعمرين ومحاربة إقامة المدارس العربية والإسلامية والضغوط الشديدة لمنع تعليم المواد الإسلامية في المدارس الحكومية من قِبل الحركات التنصيرية، كل ذلك يؤثر بالسلب عليهم في الجنوب.
تفاصيل آخر مذبحتين
وروى الطالب النيجيري تفاصيل آخر مذبحتين حدثت لمسلمي نيجيريا، قائلا:” أثناء انتخابات الرئاسة إبريل 2011 والذي ترشح فيها الرئيس النيجيري الحالي “غودلاك جوناثان” قامت ميليشيات مسيحية مسلحة بقتل المئات من المسلمين في ولاية كادونا بشمال نيجيريا، وحرقوا بيوت وسيارات ومحلات المسلمين “.
وأضاف: في عيد الفطر الماضي في مدينة “جوس” بولاية بلاتو هاجمت ميليشيات مسيحية مسلحة -وفي وجود الشرطة والجيش- المسلمين أثناء أدائهم صلاة العيد واستمرت عمليات القتل للساعة الثانية ظهرا؛ مما أسفر عن مقتل مئات المسلمين وتلف العديد من الممتلكات الشخصية والعامة.
الحكومة النيجيرية تدعم قاتلي المسلمين
واتهم الطالب النيجيري الحكومة النيجيرية، دعمها للقوات المسيحية المسلحة لإبادة المسلمين في الولايات الشمالية والجنوبية، مضيفا أنه في الجنوب يعامل المسلم النيجيري على أنه أجنبي ومحروم من شراء بيوت أو العمل أو حتى استخراج شهادة الميلاد الخاصة به في حالة ولادته بإحدى ولايات الجنوب وعلى العكس يحظى المسيحيون بكامل حقوقهم.
وناشد الدول العربية والإسلامية والغربية إنقاذ الشعب النيجيري المسلم من المذابح التي يتعرض لها من قبل الحكومة المسيحية.
تورط الجيش والشرطة النيجيرية
انتشرت في أوائل الشهر الجاري، صورا تظهر تورط الشرطة والجيش هناك في ارتكاب مذبحة وعمليات قتل غير قانونية ضد جماعة “بوكو حرام” الإسلامية.
وكان نحو ألف شخص قتلوا العام الماضي في مواجهات وقعت بين قوات الأمن النيجيرية وجماعة “بوكو حرام” التي تنشط في الولايات الشمالية من البلاد.
وقالت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان حينها إن أغلبية القتلى كانوا مدنيين، معتبرة أن القوات الحكومية تتحمل مسئولية كبيرة عما حدث كأن شي لم يحدث.
نيجيريا والأزهر
وفي لقاءات رسمية، أكد الدكتور طاهر عمر، مستشار الرئيس النيجيري، خلال اجتماع له مع السفير المصري بالعاصمة النيجيرية أبوجا أشرف عبدالقادر سلامة، أهمية دور الأزهر باعتباره المنارة التي تجمع كافة علماء المسلمين.
وأشاد بالدور الذي يقوم به المعلمون المصريون الذين يعملون بعدد من المعاهد الأزهرية بنيجيريا لتدريس العلوم الإسلامية واللغة العربية للطلبة النيجيريين، مطالبا بنقل رغبة بلاده في دعم التعاون في مجال الشؤون الإسلامية وزيادة عدد المنح التي يقدمها الأزهر للطلبة النيجيريين الذين يدرسون في الأزهر، بالإضافة إلى فتح الطريق أمام حافظي القرآن الكريم من نيجيريا للمشاركة في مسابقات حفظ القرآن الكريم التي تتم في مصر.
إدانات متأخرة من الأمم المتحدة
ومن جانبه، أدان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الهجوم على عدة قرى في شمال شرق نيجيريا يوم الأحد الماضي وأدى إلى وفاة نحو 65 شخصاً قتلوا في سبع قرى في ولاية “أداماوا”، بينما قتل نحو 90 آخرين في قرية إيزج، بولاية بورنو.
وذكر مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن العديد من سكان المنطقة فروا خوفا من مزيد من هجمات المسلحين.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية رافينا رافينا شامداساني في مؤتمر صحفي في جنيف”إننا نشعر بالفزع من العنف الشديد والعشوائي الذي تشهده نيجيريا في الآونة الأخيرة، بما في ذلك الهجمات على قريتين في الحادي عشر من الشهر الجاري، والتي خلفت 39 قتيلا، و65 إصابة، ودمرت 2000 منزل حسبما جاء في التقارير.
وحثت المفوضية الحكومة النيجيرية على بذل المزيد لتوفير الأمن والحماية للمدنيين، خاصة في المناطق المعرضة للهجمات وحيث تم إعلان حالة الطوارئ. وذكرت شمداساني “كما ندعو السلطات إلى فتح تحقيق فوري وشامل، وضمان مقاضاة ومحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وعمليات القتل”.
وفي النهاية يبقى المسلمون بين رحايا الموت، والتنصير يبيد الإسلام بالقتل والحرق والتعذيب، وسط زخم السياسة التي تشغل دول العالم متناسين دورهم في الدفاع عن المضطهدون في الأرض، ولكن هل من مجيب؟.
هذه التدوينة استهلكت ساعات من الجهد و العمل لافادتك..فلا تبخل عليها بدقيقة لتضغط على ايقونة “غرّد” و “اعجاب” ليستفيد غيرك
0 التعليقات:
Post a Comment